اريخ النشر: 2025-10-28
بعد أن كان الدينار العراقي (IQD) عملةً متقلبةً بعد الحرب، أصبح رمزًا للأمل والحماس في أسواق الصرف الأجنبي العالمية. فهو يجذب انتباه المتداولين والمستثمرين حول العالم، إذ يُشاد به أحيانًا كعملة ناشئة ذات عوائد عالية، أو يُستبعد كسوقٍ محفوفة بالمخاطر نظرًا لخلفيته الجيوسياسية.
اعتبارًا من أكتوبر/تشرين الأول 2025، لا يزال الدينار العراقي (IQD) مربوطًا ومستقرًا في السوق المحلية، حيث يُتداول بسعر يتراوح بين 1300 و1310 دنانير عراقية للدولار الأمريكي وفقًا لجداول أسعار الصرف المشتركة. وتتمتع احتياطيات العراق من النقد الأجنبي باحتياطيات كبيرة (حوالي 95 مليار دولار أمريكي بحلول منتصف عام 2025)، كما أن انتعاش صادرات النفط يُعزز المالية العامة، مما يُسهم في استقرار الدينار على المدى القصير.
مع ذلك، يعتمد مسار الدينار بعد عام ٢٠٢٥ على عائدات النفط، والإصلاحات المالية المتفق عليها مع المُقرضين الدوليين (صندوق النقد الدولي)، والاستقرار السياسي، وتوجهات سياسات البنك المركزي. ويظلّ ارتفاع قيمة الدينار بشكل كبير أو "رفع قيمته" بشكل مفاجئ مستبعدًا للغاية دون تغيير جذري في السياسات وإصلاحات هيكلية أعمق؛ ولا تزال مزاعم "رفع قيمة الدينار" المضاربية متداولة، لكنها لا تزال دون أساس.
سعر الصرف : ~1,300–1,310 دينار عراقي لكل دولار أمريكي
احتياطيات النقد الأجنبي : أفاد العراق بأن احتياطياته من النقد الأجنبي تبلغ نحو 94-97 مليار دولار في منتصف عام 2025 (حوالي 94.7 مليار دولار بحلول نهاية يوليو 2025).
نمو الناتج المحلي الإجمالي : من المتوقع أن يبلغ 1.2% في عام 2025، متعافيًا من الانكماش في عام 2024. ومن المتوقع أن يتسارع النمو إلى 4.4% في عام 2026
التضخم : معتدل إلى حوالي 4.3% في عام 2025، منخفضًا من 7% في عام 2024، وفقًا لتقديرات صندوق النقد الدولي
الاعتماد على النفط : لا يزال العراق يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط، التي تمثل ما يقرب من 90٪ من عائدات الحكومة

ويحظى الدينار العراقي باهتمام شعبي كبير لثلاثة أسباب:
وتخلق الثروة النفطية الضخمة التي يمتلكها العراق قصة معقولة لقوة العملة في المستقبل.
- انخفاض القيمة الإسمية للدينار مقابل العملات الرئيسية (مما يثير أوهام تحقيق مكاسب كبيرة).
هناك أساطير مستمرة عبر الإنترنت حول "إعادة التقييم" أو إعادة التسمية الوشيكة التي من شأنها أن ترفع سعر الصرف بشكل كبير.
لكن الواقع أكثر تعقيدًا. يُشدد صندوق النقد الدولي ومختلف المنظمات الرسمية باستمرار على حاجة العراق إلى إصلاحات مالية، وتنويع مصادر الدخل، واستقرار مؤسساتي لإرساء أساس اقتصادي كلي مستدام.
علاوةً على ذلك، ركّز البنك المركزي العراقي على الاحتياطيات الاحتياطية وإصلاحات السوق التدريجية، لا على التغيرات المفاجئة في أسعار العملات. ينبغي على المستثمرين أن يتعاملوا مع الادعاءات "الجميلة جدًا لدرجة يصعب تصديقها" حول المكاسب المفاجئة المضمونة بشكٍّ سليم.

ما يحدث : يستخدم البنك المركزي العراقي الاحتياطيات وإيرادات النفط للحفاظ على استقرار سعر الصرف المحلي عند مستوى يتراوح بين 1300 و1320 دينارًا عراقيًا/دولارًا أمريكيًا. وتستمر مناقشات صندوق النقد الدولي، إلا أنها تفتقر إلى تقدم ملموس.
لماذا يبدو هذا الأمر معقولاً : الاحتياطيات كافية لتخفيف الصدمات؛ ارتفعت صادرات النفط في عام 2025؛ لا تزال التوترات السياسية تحت السيطرة.
تأثير السوق : تقلبات طفيفة مرتبطة بأسعار النفط أو الأخبار السياسية. يبقى الدينار العراقي مستقرًا، ولكنه يفتقر إلى محفزات نمو قوية.
ما يحدث : يحصل العراق على اتفاقيات موثوقة مع صندوق النقد الدولي، ويُنفّذ إصلاحات ضريبية، ويزيد إنتاجه النفطي، مما يُعزز تدفقات النقد الأجنبي. يسمح البنك المركزي العراقي بمرونة معتدلة مع تجنب التحركات المفاجئة. يرتفع سعر الدينار العراقي بشكل طفيف (مكاسب بنسبة مئوية أحادية الرقم على مدار 12 شهرًا).
لماذا قد يحدث هذا : يمكن للإصلاحات الهيكلية وتعاون الجهات المانحة أن تجتذب الاستثمار وتعزز الميزانية العمومية.
تأثير السوق : ارتفاع تدريجي في قيمة العملة، وتحسن في السيولة، واهتمام متجدد من جانب المستثمرين في الأسواق الناشئة.
ماذا يحدث : انخفاض أسعار النفط العالمية، أو عدم الاستقرار الداخلي، أو فقدان الدعم الأجنبي، يُحفّز تدفق رؤوس الأموال إلى الخارج. تنخفض الاحتياطيات، مما يُجبر البنك المركزي العراقي على إضعاف قيمة العملة. تنخفض قيمة الدينار العراقي بأرقام مزدوجة لاستعادة القدرة التنافسية.
لماذا قد يحدث هذا : لا يزال الاقتصاد العراقي يعتمد على النفط؛ ومن الممكن أن تؤدي الأخطاء الجيوسياسية أو المالية إلى زعزعة استقرار المعنويات بسرعة.
تأثير السوق : ارتفاع التضخم، وتكاليف الاستيراد، والضغوط على المستهلكين.

إذا كنت تريد أن تفهم إلى أين يتجه الدينار من هنا، فراقب هذه المحركات الخمسة المتفاعلة:
لا يزال النفط هو العامل المؤثر الرئيسي في تدفقات النقد الأجنبي للعراق. ويعزز استقرار أسعار النفط وارتفاع حجم الصادرات قوة المالية العامة وقوة الدينار.
مع ذلك، فإن أي تعطل في الإنتاج أو تخفيضات في حصص أوبك+ قد تعكس المكاسب. وقد أدى تعافي إنتاج العراق بحلول عام ٢٠٢٥ إلى تحسين الإيرادات المالية. لكن استمرار الاستقرار هو الأساس.
تُوفر الاحتياطيات الضخمة للبنك المركزي العراقي للعراق حمايةً لاستقرار الأسواق، ومنحه الوقت للإصلاحات، والتدخل لتخفيف حدة التقلبات. وتُشدد الرسائل العامة للبنك المركزي العراقي على "القدرة على حماية سعر الصرف"، مما يُقلل من علاوات مخاطر الذيل في حال استمرارها.
ولكن الاحتياطيات ليست درعاً غير محدود، إذ أن العجز المستمر أو هروب رؤوس الأموال من شأنه في نهاية المطاف أن يؤدي إلى استنفاد الاحتياطيات.
يجب على العراق التوفيق بين الإنفاق العام السخي وفواتير الأجور وضرورة نمو الإيرادات غير النفطية. يُسلّط تقرير صندوق النقد الدولي لعام ٢٠٢٥ الضوء على قيود التمويل والحاجة المُلِحّة إلى إصلاحات هيكلية لضمان التنمية المستدامة.
إن التقدم في برامج صندوق النقد الدولي (القروض والدعم المشروط) يميل إلى مساعدة الأسواق من خلال زيادة الشفافية وإطلاق التمويل؛ إن الفشل في الاتفاق على الإصلاحات أو تنفيذها يزيد من خطر بقاء الدينار العراقي مقيداً.
يمكن للصراعات السياسية أو الاحتجاجات أو التغييرات التي تهدد عمليات النفط أو المصداقية المالية أن تثير مخاوف أسواق النقد الأجنبي.
إن الاستقرار السياسي الذي يدعم الاستثمار والسياسة المتوقعة من شأنه أن يساعد الدينار، إذ أن عدم الاستقرار كان سبباً تاريخياً في ضعف العملة بشكل مفاجئ.
ويعتبر توفر الدينار محدودا نظرا لأن معظم المعاملات تتم من خلال أنظمة البنوك المحلية ومنافذ صرف العملات المخصصة.
من المهم أن الشائعات حول إعادة تقييم العملة أو "إعادة التقييم" بتكليف من صندوق النقد الدولي تنتشر باستمرار، وإن كانت غالبًا ما تكون تكهنية. لذا، يجب التعامل مع ادعاءات إعادة التقييم بتشكك.
إذا كنت تتبع IQD، قم بإعداد قائمة مراقبة قصيرة للمؤشرات الموثوقة:
احتياطيات النقد الأجنبي لدى البنك المركزي الهندي
صادرات النفط العراقية وتقارير سومو
تحديثات صندوق النقد الدولي ومراجعات المادة الرابعة
قرارات أوبك+ وتحركات أسعار النفط العالمية
التطورات السياسية المحلية
مخاطر السيولة : إن انخفاض قابلية التحويل يحد من الدخول والخروج.
خطر الاحتيال : كن حذرًا من مخططات "إعادة التقييم"
المخاطر السياسية والتشغيلية : لا يزال الاستقرار في العراق غير مستقر.
عدم اليقين في السياسة : يمكن أن تحدث تغييرات تنظيمية دون سابق إنذار.
إذا كنتَ تستثمر في المضاربة، فتعامل مع الدينار العراقي كأصلٍ عالي المخاطر في الأسواق الناشئة. حافظ على تخصيصات صغيرة، واستخدم مستويات إيقاف الخسارة، واعتمد فقط على الوسطاء المُنظّمين.
لا توجد سلطة عامة ذات مصداقية تدعم الادعاءات حول إعادة تقييم وشيكة للمكاسب غير المتوقعة في عام 2025.
التداول المباشر بالدينار العراقي محدود، وغالبًا ما يكون غير سائل. يوفر الوسطاء المتخصصون وصناديق العملات إمكانية الوصول، لكنهم ينطويون على مخاطر عالية.
نعم. فكّر في صناديق الأسواق الناشئة المتنوعة، أو السندات السيادية، أو الأسهم المرتبطة بالبنية التحتية النفطية العراقية، بدلاً من الاحتفاظ بالدينار الفعلي.
في الختام، تشير توقعات الدينار العراقي لعام ٢٠٢٥ إلى استقرار مُحكم، مدعومًا باحتياطيات قوية وصادرات نفطية مستقرة. ويظل من غير المرجح تحقيق ارتفاع كبير في قيمته دون إصلاح مالي وتنويع اقتصادي واستقرار سياسي.
بالنسبة للمتداولين والمستثمرين، ينبغي اعتبار التعرض للدينار العراقي عالي المخاطر، مع ضرورة مراقبته، ومراقبة بيانات الاحتياطيات والنفط، وتجنب روايات "إعادة التقييم" المضاربية. وسيكون الالتزام بالانضباط، والاعتماد على البيانات، والواقعية أمرًا أساسيًا في التعامل مع المشهد النقدي المتطور في العراق.
إخلاء مسؤولية: هذه المادة لأغراض إعلامية عامة فقط، وليست (ولا ينبغي اعتبارها كذلك) نصيحة مالية أو استثمارية أو غيرها من النصائح التي يُعتمد عليها. لا يُمثل أي رأي مُقدم في المادة توصية من EBC أو المؤلف بأن أي استثمار أو ورقة مالية أو معاملة أو استراتيجية استثمارية مُعينة مُناسبة لأي شخص مُحدد.