هل نمرّ حاليًا بحالة ركود اقتصادي؟ تعرّف على كيفية استخدام الخبراء لبيانات مثل إنفاق المستهلكين، ونمو الوظائف، واتجاهات السوق للإجابة على هذا السؤال المُلِحّ.
اعتبارًا من مايو 2025، لا يزال الاقتصاد الأمريكي يُظهر علامات توتر، مما أثار جدلًا بين الاقتصاديين والمستثمرين حول ما إذا كانت البلاد على وشك الدخول في حالة ركود. فبينما تُشير بعض المؤشرات إلى تباطؤ اقتصادي، يُشير بعضها الآخر إلى استمرار صمود الاقتصاد.
لذا، السؤال المطروح: هل نحن في حالة ركود حاليًا؟ تتناول هذه المقالة أحدث البيانات الاقتصادية لتقييم الوضع الحالي للاقتصاد الأمريكي.
يُعرّف الركود عادةً بنمو سلبي في الناتج المحلي الإجمالي لربعين متتاليين. ومع ذلك، فإن المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية (NBER)، وهو المرجع الرسمي في حالات الركود في الولايات المتحدة، يأخذ في الاعتبار مجموعة من المؤشرات، بما في ذلك التوظيف والإنتاج الصناعي والإنفاق الاستهلاكي، لتحديد بداية الركود.
المؤشرات الاقتصادية الرئيسية
1. الناتج المحلي الإجمالي
في الربع الأول من عام 2025، انكمش الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي بمعدل سنوي قدره 0.3%، وهو تراجع عن معدل النمو البالغ 2.4% في الربع السابق. ويعزى هذا الانخفاض في المقام الأول إلى زيادة كبيرة في الواردات قبل فرض الرسوم الجمركية المتوقعة، وانخفاض الإنفاق الحكومي.
مع ذلك، من المهم الإشارة إلى أن ربع نمو سلبي في الناتج المحلي الإجمالي لا يُشكل ركودًا. عادةً ما يبحث الاقتصاديون عن ربعين متتاليين من النمو السلبي لتأكيد حدوث ركود.
2. التوظيف والبطالة
ارتفع معدل البطالة بشكل طفيف إلى 4.2% في مارس 2025، مقارنةً بالأشهر السابقة. ورغم أن هذا المعدل لا يزال منخفضًا وفقًا للمعايير التاريخية، إلا أن هذا الاتجاه التصاعدي قد يشير إلى نقاط ضعف ناشئة في سوق العمل.
ويتوقع بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يبلغ معدل البطالة في المتوسط 4.2% في عام 2025، وهو ما يشير إلى زيادة متواضعة ولكن ليس ارتفاعا كبيرا كما يحدث عادة مع الركود.
3. ثقة المستهلك والإنفاق
تراجعت ثقة المستهلك وسط مخاوف التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، مما أدى إلى انخفاض الإنفاق والاستثمار. وشهدت مبيعات التجزئة ضعفًا، وأبلغت شركات مثل ماكدونالدز عن انخفاض عالمي في مبيعاتها من نفس المتاجر.
وفقًا لأحدث البيانات، انخفضت مبيعات التجزئة حاليًا بنسبة 1.55% عن أعلى مستوى لها على الإطلاق في أبريل 2021، مما يشير إلى انخفاض طفيف، وليس انخفاضًا حادًا. ويشير ذلك إلى أنه على الرغم من أن المستهلكين قد يكونون أكثر حذرًا، إلا أن الإنفاق لم ينهار، مما قد يكون مؤشرًا قاطعًا على الركود.
4. التصنيع والإنتاج الصناعي
شهد قطاعا التصنيع والبناء تراجعات، مما ساهم في إثارة المخاوف بشأن التوقعات الاقتصادية الأوسع. ويتأثر هذان القطاعان بأسعار الفائدة والطلب العالمي، مما يجعلهما مؤشرين رئيسيين على صحة الاقتصاد.
في سياق متصل، انخفض الإنتاج الصناعي بنسبة 0.32% فقط عن أعلى مستوى له على الإطلاق المسجل في فبراير 2025، ولا يزال الدخل الشخصي عند ذروته. تشير هذه المؤشرات إلى استمرار قوة مستويات الإنتاج والدخل، وهو ما لا يتوافق مع ركود اقتصادي شامل.
أثرت التوترات التجارية وعدم اليقين السياسي أيضًا على استثمارات الشركات. فقد أدى توقع فرض الرسوم الجمركية إلى ارتفاع حاد في الواردات مطلع عام 2025، مما أدى إلى تشويه أرقام الناتج المحلي الإجمالي، وربما تباطؤ النمو في الأرباع اللاحقة. وتساهم هذه العوامل في خلق جو من الحذر بين الشركات، مما قد يُضعف الاستثمار والتوظيف.
5. التضخم والسياسة النقدية
ظل التضخم مصدر قلق مستمر. فقد تباطأ التضخم الأساسي إلى 2.8% خلال الاثني عشر شهرًا حتى مارس 2025، متراجعًا عن ذروته بعد الجائحة.
في سياق متصل، لا يزال التضخم أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، مدفوعًا بالرسوم الجمركية وانقطاعات سلاسل التوريد. ومن المتوقع أن يُبقي الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ثابتة مع مراقبة اتجاهات التضخم والتوظيف.
ورغم أن تباطؤ التضخم قد يكون أمراً إيجابياً، فإنه يعكس أيضاً انخفاض الطلب الاستهلاكي، وهو ما قد يشير إلى تباطؤ اقتصادي.
ينقسم الاقتصاديون حول احتمالية حدوث ركود اقتصادي. يتوقع بعضهم، مثل تورستن سلوك، احتمالًا كبيرًا لحدوث "ركود طوعي في التجارة" بسبب سياسات التعريفات الجمركية.
كما رفع بنك جي بي مورغان احتمالية حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة عام ٢٠٢٥ إلى ٦٠٪، مشيرًا إلى ضغوط اقتصادية متنوعة. علاوة على ذلك، رفع صندوق النقد الدولي احتمالية حدوث ركود اقتصادي في الولايات المتحدة إلى ٤٠٪، ارتفاعًا من ٢٥٪ في توقعاته السابقة.
ويرى آخرون، مثل دانا بيترسون وديفيد كيلي، أن الأساسيات الاقتصادية لا تزال قوية، مما يشير إلى أن أي ركود محتمل سيكون خفيفا.
تعكس هذه التقييمات المخاوف المتزايدة ولكنها لا تشكل إجماعا على أن الركود الاقتصادي قادم.
في الختام، واستناداً إلى البيانات الحالية، فإن الاقتصاد الأمريكي ليس في حالة ركود اعتباراً من مايو/أيار 2025. ورغم وجود دلائل على تباطؤ النمو وظهور مخاطر جديدة، فإن المؤشرات الرئيسية مثل التوظيف، والإنفاق الاستهلاكي، والإنتاج الصناعي لا تزال قوية نسبياً.
ومع ذلك، فإن الوضع متقلب، ويشكل الرصد المستمر للمؤشرات الاقتصادية أمرا ضروريا لتقييم التطورات المستقبلية.
إخلاء مسؤولية: هذه المادة لأغراض إعلامية عامة فقط، وليست (ولا ينبغي اعتبارها كذلك) نصيحة مالية أو استثمارية أو غيرها من النصائح التي يُعتمد عليها. لا يُمثل أي رأي مُقدم في المادة توصية من EBC أو المؤلف بأن أي استثمار أو ورقة مالية أو معاملة أو استراتيجية استثمارية مُعينة مُناسبة لأي شخص مُحدد.
اكتشف ما يعتقده المحللون حول توقعات الدولار مقابل الراند في عام 2025. هل الآن هو الوقت المناسب لشراء أو بيع الراند الجنوب أفريقي؟
2025-05-02سيولة سوق الأسهم هي سهولة شراء وبيع الأسهم دون التأثير على سعرها. تعرّف على أهميتها وتأثيرها على استثماراتك.
2025-05-02هل أنت مستثمرٌ مبتدئ؟ اكتشف العلامات والعوامل النفسية والاستراتيجيات اللازمة للتغلب على البيع المذعور وبناء الثقة في نهجك الاستثماري.
2025-05-02