انخفض اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 1.3% بعد أن أثار اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مخاوف بشأن النمو في أوروبا على المدى الطويل، مما أدى إلى تحول المعنويات لصالح الدولار.
في 28 يوليو، تكبد اليورو أكبر خسارة يومية له منذ منتصف مايو، حيث انخفض سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 1.30% ليصل إلى 1.1587. وفي الوقت نفسه، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي بأكثر من 1%، مما يُبرز تحولاً جذرياً في معنويات السوق عقب الإعلان عن اتفاقية تجارية هامة بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
للوهلة الأولى، بدا الاتفاق وكأنه يُشير إلى تهدئة في التوترات التجارية عبر الأطلسي. لكن بعد التدقيق، كشف المستثمرون والمحللون عن جملة من الاختلالات الهيكلية التي قد تُقوّض بشكل كبير القوة الاقتصادية لمنطقة اليورو على المدى الطويل. ونتيجةً لذلك، سرعان ما تلاشت التفاؤلات الأولية، مُفسحةً المجال للمخاوف بشأن مستقبل القدرة التنافسية لأوروبا واستقلالها المالي.
بموجب شروط الاتفاق الجديد، تعهّد الاتحاد الأوروبي بتقديم تنازلات كبيرة: التزامٌ بقيمة 750 مليار دولار بشراء منتجات طاقة أمريكية، واستثمارات إضافية بقيمة 600 مليار دولار في الولايات المتحدة، وشراء كميات كبيرة من المعدات العسكرية الأمريكية. في المقابل، عرضت الولايات المتحدة تخفيضًا في الرسوم الجمركية إلى 15%، وإن كان لا يزال يمثل زيادةً حادةً عن متوسط المعدل المرجح قبل الثاني من أبريل/نيسان، والذي بلغ حوالي 1.5%.
أثارت هذه التسوية غير المتوازنة انتقادات واسعة، إذ اعتبرها الكثيرون انتصارًا سياسيًا واقتصاديًا للرئيس السابق دونالد ترامب. وقدّر بنك يو بي إس أن هذه الإجراءات قد تُخفّض النمو الاقتصادي لمنطقة اليورو بنسبة تتراوح بين 0.2% و0.4% خلال العام المقبل، وهي نتيجة ستُزيد من الضغط على سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي.
وقد ردد دويتشه بنك هذه المخاوف، محذرا من أنه في حين أن الاتفاق ربما نجح في منع حرب تجارية شاملة، فإن الالتزام المالي الواسع النطاق من جانب الاتحاد الأوروبي تجاه الولايات المتحدة قد يضعف قدرته على النمو على المدى الطويل ويضعف الاستقلال الاستراتيجي.
على المدى القصير، يواجه زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي مخاطر هبوط متزايدة. ورغم استمرار بعض الدعم الأساسي لليورو، يحذر المحللون من أن الديناميكيات الاقتصادية الكلية والنقدية حاليًا لا تدعمه.
يشير محللو باركليز إلى أن ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية قد يُفاقم التضخم في الولايات المتحدة، ويُخفّضه في منطقة اليورو. وسيُوسّع هذا التباين فارق أسعار الفائدة بين الكتلتين الاقتصاديتين، خاصةً إذا اضطر البنك المركزي الأوروبي إلى خفض أسعار الفائدة، بينما يُبقي الاحتياطي الفيدرالي على موقفه المُتحفظ. ومن الطبيعي أن تُرجّح هذه التطورات كفة الدولار لصالحه.
وعلاوة على ذلك، مع تزايد تكلفة اليورو نسبيا مقارنة بالدولار من حيث القيمة الحقيقية، فإن جاذبيته كعملة للأغراض العامة قد تتضاءل أكثر، مما يزيد الضغوط.
الحدث الرئيسي التالي الذي يُرجَّح أن يُشكِّل مسار زوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي هو قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي المُرتقب بشأن أسعار الفائدة. وتراقب الأسواق باهتمام أيَّ مؤشرات على موقفٍ مُتشدّد أو مُتشدّد.
وفقًا لبنك ING، إذا استمر الاحتياطي الفيدرالي في مقاومة الضغوط السياسية لخفض أسعار الفائدة، فقد يظل اليورو تحت ضغط مستمر. في المقابل، فإن أي تخفيف في لهجته أو مؤشرات على تخفيضات مستقبلية في أسعار الفائدة قد يوفر ارتياحًا مؤقتًا لليورو ويدعم انتعاشًا قصير الأجل.
يُبرز الانخفاض الحاد الأخير في قيمة اليورو مقابل الدولار الأمريكي تباينًا متزايدًا في التوقعات الاقتصادية الأمريكية والأوروبية. ففي حين يبدو أن الولايات المتحدة تُعزز مزاياها الجيوسياسية والاقتصادية، يتعهد الاتحاد الأوروبي بالتزامات كبيرة قد تُضعف قدرته على الصمود مستقبلًا.
ما لم تتمكن منطقة اليورو من استعادة الثقة من خلال آفاق نمو أفضل أو تدابير سياسية أكثر تيسيراً، فإن سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأميركي قد يظل تحت الضغط، مما يعكس رياحاً معاكسة هيكلية أوسع في النموذج الاقتصادي الأوروبي.
إخلاء مسؤولية: هذه المادة لأغراض إعلامية عامة فقط، وليست (ولا ينبغي اعتبارها كذلك) نصيحة مالية أو استثمارية أو غيرها من النصائح التي يُعتمد عليها. لا يُمثل أي رأي مُقدم في المادة توصية من EBC أو المؤلف بأن أي استثمار أو ورقة مالية أو معاملة أو استراتيجية استثمارية مُعينة مُناسبة لأي شخص مُحدد.
ظل الدولار الأسترالي مستقرا يوم الثلاثاء بعد أن حذر ترامب من فرض رسوم جمركية تتراوح بين 15% و20% على الشركاء الذين لا يتوصلون إلى اتفاقيات تجارية منفصلة.
2025-07-29قد تؤثر أرباح التكنولوجيا من Meta وMicrosoft وAmazon وApple على الأسواق هذا الأسبوع حيث يزن المستثمرون تحولات سلسلة التوريد وتحديات التجارة العالمية.
2025-07-29لا تتوقع الأسواق أي تغيير في أسعار الفائدة في اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في يوليو/تموز، لكن نبرة باول قد تشير إلى تخفيف السياسة النقدية في المستقبل، مما يؤثر على الأسهم والذهب والدولار.
2025-07-28