الفرق بين الفوركس والأسهم: 5 أمور يجب معرفتها

عند التداول، يجد العديد من المتداولين الجدد أنفسهم في حيرة من أمرهم: هل يتداولون في سوق الفوركس أم سوق الأسهم؟ كلا السوقين شائعان، لكن بينهما اختلافات جوهرية.

إن فهم الفرق بين الفوركس والأسهم أمر ضروري للمتداولين لاتخاذ قرارات مستنيرة واختيار السوق الذي يناسب أهدافهم واستراتيجياتهم.

في هذه المقالة، سنسلط الضوء على خمسة أشياء تحتاج إلى معرفتها حول الفرق بين الفوركس والأسهم.

5 فروق بين الفوركس والأسهم

1. ساعات السوق: مرونة سوق الفوركس مقابل ساعات ثابتة لسوق الأسهم

من أبرز الفروقات بين سوق الفوركس والأسهم ساعات التداول. يعمل سوق الفوركس على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، نظرًا لطبيعته العالمية. يمكن للمتداولين شراء وبيع العملات في أي وقت خلال هذه الفترة، مما يمنحهم مرونة التداول في جميع الأوقات، بما في ذلك الليل أو الصباح الباكر، حسب منطقتهم الزمنية.

من ناحية أخرى، لأسواق الأسهم ساعات تداول ثابتة. على سبيل المثال، تعمل بورصة نيويورك (NYSE) من الساعة 9:30 صباحًا حتى 4:00 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة. على الرغم من توفر التداول بعد ساعات العمل الرسمية، إلا أنه أقل نشاطًا، وعادةً ما يكون مصحوبًا بفروقات عرض وطلب أوسع، وسيولة أقل. هذا يجعل سوق الفوركس أكثر سهولة للمتداولين الراغبين في التداول خارج ساعات العمل الرسمية.

2. حجم السوق والسيولة: الفوركس يهيمن

يتجلى الفرق بين الفوركس والأسهم أيضًا في حجمهما وسيولتهما. يُعد الفوركس أكبر سوق مالي عالميًا، بمتوسط حجم تداول يومي يتجاوز 6 تريليونات دولار. تتيح هذه السيولة الهائلة سهولة الدخول والخروج، مع انزلاق طفيف، لا سيما في أزواج العملات الرئيسية مثل اليورو/الدولار الأمريكي أو الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي.

بالمقارنة، سوق الأسهم أصغر بكثير. على سبيل المثال، يبلغ إجمالي حجم التداول اليومي في بورصة نيويورك حوالي 200 مليار دولار، وهو جزء ضئيل من سيولة سوق الفوركس. في حين أن أسهمًا مثل آبل ومايكروسوفت تتمتع بسيولة عالية، فإن أسهم الشركات الأصغر قد تكون لها فروق أسعار أكبر بين العرض والطلب، وقد يصعب تداولها بسرعة.

3. التقلبات والمخاطر: مخاطر أكبر في سوق الفوركس

من الفروقات الرئيسية بين الفوركس والأسهم مستوى التقلب والمخاطرة. تشتهر أسواق الفوركس بتقلباتها العالية، حيث تتحرك أسعار العملات غالبًا بمبالغ كبيرة خلال فترات قصيرة. قد يوفر هذا التقلب فرصًا كبيرة للربح، ولكنه يزيد أيضًا من احتمالية الخسارة. يتطلب تداول الفوركس قدرة أكبر على تحمل المخاطر، لا سيما مع القدرة على استخدام الرافعة المالية في الصفقات.

تميل أسواق الأسهم إلى أن تكون أقل تقلبًا مقارنةً بسوق الفوركس، وخاصةً بالنسبة لأسهم الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة. ورغم أن أسعار الأسهم قد تشهد تحركات كبيرة، خاصةً خلال موسم الأرباح أو الأحداث الاقتصادية الكبرى، إلا أنها عادةً ما تتسم بتقلبات أقل من أسواق العملات. ومع ذلك، فإن تداول الأسهم لا يخلو من المخاطر، إذ إن التحولات المفاجئة في السوق أو الأخبار غير المتوقعة قد تُسبب تحركات حادة في الأسعار.

4. الرافعة المالية: الفوركس مقابل الأسهم

الرافعة المالية أداة فعّالة يستخدمها متداولو الفوركس والأسهم على حد سواء، إلا أن مقدار الرافعة المالية المُقدّمة قد يختلف اختلافًا كبيرًا بين السوقين. في الفوركس، غالبًا ما يُقدّم الوسطاء رافعة مالية تصل إلى 50:1، أو 100:1، أو حتى أعلى، مما يسمح للمتداولين بالسيطرة على صفقات كبيرة برأس مال صغير نسبيًا. هذه القدرة على تضخيم الأرباح (والخسائر) تجعل سوق الفوركس سوقًا أكثر مخاطرة وعوائد.

في سوق الأسهم، عادةً ما تكون نسبة الرافعة المالية المُقدمة أقل بكثير. ففي الولايات المتحدة، على سبيل المثال، يُقيد الاحتياطي الفيدرالي مُتداولي الأسهم بنسبة رافعة مالية قصوى تبلغ 2:1، ما يعني أنه لا يُمكن للمتداولين اقتراض أكثر من 50% من قيمة مركزهم الاستثماري. ورغم أن انخفاض نسبة الرافعة المالية في سوق الأسهم قد يبدو خيارًا أكثر أمانًا، إلا أنه قد يحد من إمكانية تحقيق أرباح أكبر، خاصةً لأصحاب الحسابات الصغيرة.

5. التكاليف والعمولات: انخفاض التكاليف في سوق الفوركس

يتجلى الفرق بين الفوركس والأسهم أيضًا في التكاليف والعمولات المرتبطة بهما. عادةً ما يواجه متداولو الفوركس تكاليف معاملات أقل. يقدم العديد من وسطاء الفوركس تداولًا بدون عمولات، بل يكسبون إيراداتهم من خلال الفارق السعري (السبريد)، وهو الفرق بين سعري الشراء والبيع لزوج العملات. قد يفرض بعض الوسطاء عمولة صغيرة على كل صفقة، ولكن بشكل عام، تكون تكاليف التداول أقل مقارنةً بالأسهم.

في سوق الأسهم، غالبًا ما يواجه المستثمرون عمولات أعلى، خاصةً مع شركات الوساطة التقليدية. ورغم أن المنصات الإلكترونية قد خفضت عمولاتها، إلا أن هناك تكاليف يجب مراعاتها، مثل رسوم السهم الواحد ورسوم إدارة الحساب. علاوة على ذلك، قد يواجه المستثمرون عند تداول الأسهم تكاليف إضافية، مثل الضرائب على أرباح الأسهم أو أرباح رأس المال.

خاتمة

الفرق بين الفوركس والأسهم يكمن في عدة عوامل، منها ساعات العمل في السوق، وحجمه، وتقلباته، ورافعته المالية، وتكاليفه. يوفر الفوركس تداولًا على مدار الساعة وسيولة كبيرة، ولكن بتقلبات أعلى ورافعة مالية أكبر. أما أسواق الأسهم، فتعمل ضمن ساعات عمل ثابتة، وعادةً ما تكون أقل تقلبًا، مع خيارات رافعة مالية أقل وتكاليف تداول أعلى.

في النهاية، يعتمد الاختيار بين الفوركس والأسهم على أسلوب تداولك، وقدرتك على تحمل المخاطر، وأهدافك. إذا كنت تفضل المرونة، ورافعة مالية أعلى، والتعرض العالمي، فقد يكون الفوركس هو الخيار الأمثل لك. أما إذا كنت تفضل سوقًا أقل تقلبًا وتفضل التداول ضمن ساعات محددة، فقد يكون سوق الأسهم أنسب لك.

إخلاء مسؤولية: هذه المادة لأغراض إعلامية عامة فقط، وليست (ولا ينبغي اعتبارها كذلك) نصيحة مالية أو استثمارية أو غيرها من النصائح التي يُعتمد عليها. لا يُمثل أي رأي مُقدم في المادة توصية من EBC أو المؤلف بأن أي استثمار أو ورقة مالية أو معاملة أو استراتيجية استثمارية مُعينة مُناسبة لأي شخص مُحدد.